السبت، 9 أبريل 2016

جبل الجليد \ الجدارات

الجدارات: 
هي الخصائص التي تميز ذوي الأداء المتفوق عن غيرهم، وقد تكون فطرية أو مكتسبة..
ويحتاج كل إنسان لمعرفة جداراته واكتشافها وتطويرها .
ومعرفة جدارات من يعنيه أمرهم ويسعى لتطويرهم.بين أي طرفين أحدهما مؤثر في الآخر: "الوالدان و الأبناء/المدير والموظفين/ الأستاذ والطلاب...الخ"

جبل الجليد للجدارات رسم تقريبي يجعل جدارات الإنسان مثل جبل الجليد




جزء بسيط "رأس الهرم" على السطح والباقي يتسع كلما اتجهنا للأعمق في النفس ..


الجدارات قسمان: ظاهرة وكامنة
الظاهرة سهلة الملاحظة سريعة التطوير
والكامنة أصعب في الملاحظة وأبطأ في التغيير أو التطوير..





المعرفة: أول ما يظهر من جدارات الإنسان وأسهل ما يمكن ملاحظته..
"وهي أضيق الجدارات لأن التميز فيها أقل من بقية الجدارات "

المهارات : أوسع قليلا من المعرفة 
لكنها أيضا واضحة ومكشوفة فيعرف الإنسان جدارته في المعرفة والمهارة بكل وضوح..
( يعرف الإنسان جداراته المعرفية في مجال ما :الأسهم مثلا أو علم من العلوم ويعرف جدارته في مهارة مثل الإلقاء أو الرسم )

سهولة الملاحظة هذه تؤدي إلى سهولة التطوير وقابلية النماء 

كيف تقاس الجدارات الكامنة :
الجدارة الكامنة لا تقاس حقيقة إلا عبر المواقف، فالتنظير اللفظي والتحدث عن امتلاك جدارة ما ليس مقياسا دقيقا ، بل تُقاس في المواقف والمواقف التي تؤدي إلى نتائج 

الجدارات الكامنة تبدأ ب‍‍:
مفهوم الذات: "الثقة بالنفس ،الجرأة، ..."
جدارة فهم الذات جدارة كامنة وأكثر اتساعا من المعارف والمهارات 
لأنه من هنا سيبدأ التميز الأصعب، 

الصفات : "بعد النظر، الحلم، الغرور..."
قد يظن الإنسان أنه يعرف صفاته جيدا ، لكنها في غور عميق ومتسع ، قد يعرف بعضها وينكر البعض الآخر..
وبالتالي فملاحظة صفة ما في داخلك أمر صعب ، وتغييرها أو تطويرها أمر أصعب ..

الدوافع والحوافز : "السُلطة، الإنجاز، الغيرة، الحسد، الطموح، علو الهمة..."
في مكان دفين، من الصعوبة تحديد الدوافع الحقيقية لبعض المواقف.
فملاحظتها بدقة تحتاج وقتا طويلا ، وتغييرها أو تطويرها يتطلب وقتا أطول..

هذا إن كان الحديث عن رؤية الإنسان لجبل جداراته..
أما في رؤيته لجبال الآخرين فيلزمه الإنصاف والوضوح ليقود بنجاح..
وللأسف فواقعنا يقول إننا نرى الجبل الهرمي مقلوبا.. :

تبدأ معالجة الموقف بالحكم السريع على الدوافع ، ومنها تنطلق الرغبة في التغيير والتطوير
وهذه بداية فاشلة ولا شك، فتغيير دوافع الإنسان أمر عسير وسيقاومه بشدة.
-إطلاق وتقرير الصفات ،ومحاولة تغييرها أو تطويرها في المراحل الأولى للمواقف .
-نقد الذات والمبادئ لا الأفكار والأعمال وهذا ترسيخ للأخطاء وتحريض على الرفض.
-الحكم على المهارة يأتي متأخرا حتى قبل التزويد بالمعارف , 
ومع هذا الهرم المقلوب ستكون النتائج أيضا مقلوبة ولن تحقق المراد منها مهما كانت النوايا .


مثال إيجابي: 
معلم يريد غرس حب اللغة العربية في نفوس طلابه "تذكر أستاذك المؤثر ستجد أنه فعلا سار بهذا التدرج " :
يزودهم بالمعارف ، ينمي مهاراتهم اللغوية، يعزز ثقتهم بذاتهم المسلمة ومنها لسانهم العربي، يكسبهم صفات وفق مواهبهم : أديب، أو خطاط ، أو نحوي ...الخ ، سيلد الدافع ناضجا مكتملا صحيحا وينشأ في أعماق نفسه ويكبر معه وإن غاب المعلم .


العديد من الوزارات اعتمدت مؤخرا " لقاء الجدارات" بديلا عن المقابلة الشخصية التحريرية عند الترشيح للوظائف ، ويتم في اللقاء تحويل المواقف إلى رموز حسابية دقيقة جدا لقياس الجدارة.


.

من الجدارات :
جدارة التغيير، جدارة التأثير، جدارة المبادرة، جدارة الالتزام، جدارة اتخاذ القرار ...وغيرها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق