الثلاثاء، 12 أبريل 2016

تحويل السالب الى موجب

تحويل السالب الى موجب


قال العالم النفساني الفرد أدلر Alfred Adler
بعد ان انفق معظم وقته في دراسة الناس و خصائصهم النفسية الكامنة:
"إنّ من اروع مميزات الانسان قدرته على تحويل السالب الى موجب"
و اليك مثالا على ذلك قصة ترويها الكاتبة ثلما تومبسون Thelma Thompson
قــالت:في خلال الحرب العالميه الأخيرة ، صدر الأمر الى زوجي بالانتقال
 الى أحد معسكرات التدريب في
 "صحراء موجيف" Mojave Desert بولاية نيو مكسيكو 
وصحبته الى مقره الجديد ، ولكني سرعان
 ماكرهت ذلك المكان وازدريته . كان زوجي اذا خرج

 الى معسكر التدريب في الصحراء ، تركني وحيدة نهبا للضيق والضجر فقد كانت حرارة الجو فوق ما أحتمل ، ولم أكن أجد 
من أحادثه أو أسامره
 فالمكسيكيون والهنود الحمر لا يتكلمون لغتي وكان الطعام الذي أطعمه ، والهواء
 الذي أستنشقه محملين بذرات الرمال . وبلغ بي الشقاء مبلغا كبيرا 
حتى أنني كتبت لوالدي خطابا قلت لهما فيه أنني عقدت العزم 
على ترك زوجي والعودة اليهما . ورد أبي على خطابي هذا بسطرين فقط 
وسطرين سأذكرهما ماحييت لأنهما غيرا مجرى حياتي تماما ، 
وهذان السطران هما

من خلف قضبان السجن، تطلع الى الافق اثنان من المساجين ، فاتجه
 أحدهما ببصره الى وحل الطريق،أما الآخر فتطلع الى نجوم السماء !"وقد قرأت هذين السطرين وأعدت قراءتهما مرات ، فخجلت من نفسي، و اخذت
 عهدا ان اتطلع الى " نجوم السماء" وماهي الا فترة وجيزة 
حتى عقدت صداقة وطيدة مع كثير من أهالي تلك المنطقة ، وبادلوني هم 
ودا بود ، فما أكاد أبدي اعجابي بشىء من منسوجاتهم ، أو أوانيهم الخزفية حتى يسارعوا الى اهدائه اليّ 
ورحت ادخل على نفسي البهجة
 بتأمل مغيب الشمس في جوف الصحراء ، كماأخذت أشغل وقت فراغي
 بالتقاط الأصداف من الرمال التي كانت يوما قاعا للمحيط.فما الذي أحدث في نفسي هذا التغيير ؟!ان صحراء موجيف لم تتغير كما لم يتغير الهنود الحمر ، ولكني أنا
 التي تغيرت ، أو تغير اتجاهي الذهني وبهذا استطعت أن أحول تجربة أليمة 
الى مغامرة مثيرة تعمر بسيرتها حياتي بل قد كانت تلك المغامرة
 من الاثارة بحيث دفعتني الى تأليف قصة عنها بعنوان " قضبان لامعة "وكنت أعني بها تلك القضبان التي تطلعت من ورائها فرأيت نجوم السماء !على ان " ثلما " لم تكتشف الا حقيقة قديمة عرفها الاغريق 
قبل الميلاد بخمسمائه عام ،حيث قالوا :
" أفضل الأشياء أصعبها منالا " 
وأعاد " هاري ايمرسون فوزديك" صياغة هذه الحقيقة فقال :
" ليست السعادة في السرور وانما هي في الظفر "
 نعم ! الظفر الذي نحسه حين تثمر أعمالنا حين نحيل السالب الى موجب !وهب أننا أصابنا اليأس فأفقدنا الأمل في احالة حياة الكدر 
الى حياة عذبة صافية ، فهناك سببان يدفعاننا الى المحاولة ، فقد نكسب
 كل شىء ، ولكننا على التحقيق لن نخسر شيئا
-1 
السبب الاولأننا قد ننجح في المحاولة
-2 
السبب الثانيأنه على فرض اخفاقنا، فإن المحاولة في ذاتها "محاولة استبدال السالب بالموجب"

 ستحفزنا على التطلع الى الامام 
بدلا من الالتفات الى الوراء ، وستحل الافكار الانشائيه في أذهاننا
 محل الافكار الهدامة ، وتولد فينا طاقة من النشاط تدفعنا الى الانشغال
 بالعمل فلا يغدو أمامنا متسع من الوقت للتحسر على الماضي الذي ولّى وانتهى
...
بينما عازف الكمان العالمي " أول بول " يقيم احدى حفلاته الموسيقية

 في باريس ، انقطع فجأة وتر من أوتار كمانه ، فما كان من العازف البارع 
الا أن واصل العزف على الأوتار الثلاثة الباقية!هكذا يجب ان نخوض

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق